لماذا اشترى كولومبس حماراً قبل رحلته إلى أمريكا؟

لماذا اشترى كولومبس حماراً قبل رحلته إلى أمريكا، يحفل التاريخ بالكثير من القصص التي لم تنتشر كثيراً، ليس استخفافاً بها وإنما لتركيز المؤرخين على الأحداث الفاصلة، ولكن من المهم أن نطلع على هذه الأخبار للتعرف أكثر على الشخصيات المحورية لتلك الأحداث، والصعوبات التي اعترضت طريقهم للنجاح وتسجيل بصمة واضحة في التاريخ.
من خلال مقالنا هذا سنتعرف على حدث غير معروف لدى فئة كبيرة من القُراء، كان مقدمة لحدث هام سُجّل على أنه مرحلة فاصلة نقلت العالم من التاريخ الوسيط إلى التاريخ الحديث،

لماذا اشترى كولومبس حماراً قبل رحلته إلى أمريكا؟
لماذا اشترى كولومبس حماراً قبل رحلته إلى أمريكا؟

ألا وهو اكتشاف أمريكا من قِبل الرحالة كريستوف كولومبوس عام ١٤٩٢، إذ لم تأت هذه الفرصة لكولومبس على طبق من ذهب، فقد عانى كثيراً في سبيل تحقيق فكرته في الإبحار غرباً وإن لم تكن أمريكا هي الهدف من رحلته، وكذلك سنتعرف على المهنة التي امتهنها كولومبس قبل القيام برحلته تلك.

أقرأ أيضا : ما هو سر لاباسكواليتا؟ بين عروس محنطة وتمثال مشؤوم

السبب الرئيس للرحلات الجغرافية الأوروبية 

 كانت تجارة التوابل المشروع الأكثر رواجاً في العصور الوسطى، وكانت الهند البلد المنتج لهذه السلع، وكان العرب هم المسيطرون على طرق التجارة التي تربط الهند ببقية بلدان العالم، وهذا ماخولهم للعب دور الوسيط بين الهند وأوروبا، إذ كانت الدويلات الإيطالية آنذاك تقوم بشرائها من التجار العرب وتصديرها إلى الدول الاوروبية، وهذا ما انعكس بالسلب على هذه الدول.

حيث كانت المبيعات تأتي بأسعار مضاعفة، خاصة وأن الإيطاليين قد رفعوا من أسعارها من أجل زيادة أرباحهم، مما دفع بالأوروبيين للتفكير في الوصول إلى الهند وشراء التوابل منها بشكل مباشر، والتخلص من وساطة العرب والإيطاليين، مما يُخفف عنهم الأعباء المادية كثيراً.

وقد قادت البرتغال عملية اكتشاف الطريق المباشر إلى الهند عن طريق الإبحار شرقاً والالتفاف حول إفريقيا وصولاً إلى الهند، إذ بدأت رحلاتها عام ١٤٨٨.

وفي تلك الأثناء كان الرحالة كريستوف كولومبس( ١٤٥١- ١٥٠٦) تراوده فكرة الوصول إلى الهند عن طريق الغرب.

من هو كريستوف كولومبس؟

كريستوف كولومبس رحالة وتاجر ومُستكشف إيطالي، ولد عام ١٤٥١ في مقاطعة جنوة، درس الرياضيات والعلوم في جامعة بافيا، وكان ضليعاً في علم الفلك.

من هو كريستوفر كولومبس
من هو كريستوفر كولومبس

عاش كولومبوس مُتنقلاً بين إمارات إيطاليا حيث كان يخوض عباب البحار لتحقيق مصالح عسكرية وتجارية لصالح مقاطعة جنوة وبعض الأسرة المقيمة فيها، إلى أن استقر به المطاف في مدينة لشبونة البرتغالية عام ١٤٧٧ وهناك تزوج من ابنة حاكم إحدى المقاطعات، ليتحول نشاطه البحري لصالح البرتغال.

وقد استمر في ذلك حتى عام ١٤٨٥ إذ رحل على أثر وفاة زوجته إلى قشتالة في إسبانيا، ليتزوج مرة ثانية من إحدى الفتيات هناك.

دوافع كولومبس للقيام برحلته

في خِضّم الرحلات البرتغالية إلى الهند خرج كولومبوس بنظرية مفادها أن هناك طريقاً آخر يصل إلى الهند من جهة الغرب، وذلك بعد قراءته لكتاب للفيلسوف الرياضي فيثاغورث من القرن الخامس قبل الميلاد يُقر فيها على نظرية كروية الأرض، مما ولّد لديه فكرة القيام برحلة إلى الهند عن طريق الاتجاه المعاكس لرحلة البرتغاليين، وإذا ما تم له ذلك فسيتحقق ماتصبو إليه نفسه من مجد وثراء وشهرة.

 لماذا اشترى كولومبس حمارا ؟ وما هي الصعوبات التي واجهها ؟ 

كانت أولى الصعوبات التي اعترضت طريق كولومبس هي إيجاد التمويل الكافي للقيام برحلته، لذلك لجأ إلى مجلس الشيوخ في جنوة وطرح عليهم فكرته، إلا أن طلبه قُوبِل بالرفض، مما دفعه للجوء إلى إنكلترا طلباً للعون، إلا أن مشروعه قُوبل بالرفض أيضاً، ولمّا رفض ملك البرتغال مساعدته، لم يجد كولومبس أمامه سوى التوجه إلى بابا الفاتيكان الذي طلب بِدوره من إيزابيل ملكة إسبانيا مساعدة كولومبس، إلا أن إيزابيل لم تقتنع بفكرته ولكنها لم تشأ أن تَرده صفر اليدين، فأرسلت له ثلاثة عشر جنيهاً.

شعر كولومبس بالإهانة وغضب غضباً شديداً، فأخذ المبلغ واشترى به سترة جديدة وحماراً، إلا أن أحواله المادية أخذت بالانحدار إلى أن وصل به الحال إلى الاستِجداء في الطرقات، فذهب مجدداً وقابل الملكة ايزابيل التي وافقت أخيراً على طلبه بعد قيامها بعدة استشارات، وأمرت له بالسفن الثلاث التي أقلّته إلى ما كان يعتقد بأنها أرض الهند وهي في الحقيقة أرض أمريكا.

1 1

بهذا نكون أعزائنا الكرام قد اختتمنا معكم مقالنا الذي أجبنا فيه عن السؤال لماذا اشترى كولومبس حماراً قبل رحلته إلى أمريكا؟ حيث أوضحنا لكم ما هي دوافع كريستوف كولومبوس من شراء حمار، إذ لم يكن يملك حينذاك عملاً، فاضطر للعمل حمّاراً، مع إبراز أهم المحطات في حياة هذا الرحالة الأوروبي.

شارك

You cannot copy content of this page