آيات قرآنية محفزة على الحياة تساعدنا حين تضيق بنا الحياة وتحكم الضغوطات الخناق علينا، فنسأل أنفسنا أين عسانا نفر من الظروف التي نعيشها. فالله عز وجل بيّن لعباده أن من يبتعد عن ذكره سيعيش حياة شقية وكئيبة، ولن يجد السعادة أبدا حتى يعود إلى الله.
أقرأ أيضا :أذكار الصباح مكتوبة بشكل صحيح لتحصين المسلم
آيات قرآنية محفزة على الحياة
إن البحث عن آيات قرآنية محفزة على الحياة يجعل حياة المسلم هادئة، فالمؤمن يجد راحته وسكينته في كلام الله تعالى، وآخر يجد مبتغاه في شخص صالح يثق به، وهو بدوره يعالج هم صاحبه بكلمات الله تعالى، وآخرون يلجأون إلى الشكوى، والبعض لإيذاء نفسه، وقد أفلح من التجأ إلى الله وكتابه، وفاز بعد الشدة، وأشرقت شمسه من بين ثنايا الظلمات، لتبدد هالات الظلام التي أحاطت حياته.
لا تخجل من شيء قدره الله عليك
الكثير منا يعاني من أمر ما يزعجه، وذلك لأن المجتمع يعيب من وجد عنده ما يعتبره خطأً أو نقصاً، كطالب تأخر في دراسته، كفتاة تأخر نصيبها، كزوجين لم يرزقهما الله أطفالاً بعد، كامرأة خاضت تجربة زواج فاشل فانتهى بالطلاق، كشخص فقير لا يستطيع أن يظهر بمظهر المجتمع الذي يسمي نفسه بالراقي، كشخص يعاني من إعاقة ما في جسده، أو إختلاف في منظره عما هو مألوف.
كثيراً ما يعاني هؤلاء من التنمر ممن يدّعون الرقي والرفعة والكمال، فيدخلون في حالة صعبة من الحزن والكآبة والانطواء، وهناك الكثير ممن يئسوا من حياتهم فأنهوها بأنفسهم.
لا تخجل من شيء قدره الله عليك، واستعن بكل آيات قرآنية محفزة على الحياة، وافتخر بأن الله قد اختارك لهذه المهام الصعبة، وتذكر بأن أسوأنا أقداراً أسعدنا حظاً، ففي قوله تعالى: ” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”.
ولتكن قدوتنا في هذه المواقف السيدة مريم بنت عمران التي صانت نفسها وأحصنت فرجها، لتأتي إلى قومها بطفل وهي التي لم يمسسها بشر، فعندما اختارها الله لهذا الأمر الذي يعد أصعب ما يتعرض له الإنسان، تمنت لو أنها ماتت وكانت نسياً منسيا، فهي على طهرها خافت من ردة فعل قومها ونظرتهم، وحملت هماً عظيماً، ليخاطبها الله تعالى بقوله:”فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا”
وأنت أيضاً كل واشرب وقرّ عيناً، وابحث عن آيات قرآنية محفزة على الحياة وضع في حساباتك أن الأقدار ليست أمراً مخجلاً، فإن ما يخجل حقاً أن يكون الشخص دنيء النفس، عديم الحياء، سفيهاً، لصاً، عاصٍ لله، أي أن التصرفات والصفات السيئة التي اختارها الإنسان لنفسه هي الشيء الوحيد الذي يجب عليه أن يخجل منه.
لا تضعف من كونك على حق والناس ضدك
إن الاستماع إلى آيات قرآنية محفزة على الحياة واتباع الحق طاقة تعطي القوة للإنسان، قد تنطفئ مع الخوف وقد تقوى مع الإيمان، لا تجعلها تنطفئ لمجرد أن الباطل قد تسلح بأسلحته، فالحق لوحده سلاح مسنون أكثر حدة من أي سلاح، أما الباطل فهو ضعيف يحتاج إلى المال حيناً، والنفوذ حيناً آخر، وهذه أسلحة ضعيفة ضعف الباطل، وإن طال أمدها فهي مع الباطل إلى زوال.
أما الحق فلا يحتاج سوى لقلب قوي معلق بالله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء).
فتمسكك وثباتك على الحق يكون بمثابة توكيل منك لله تعالى ليكون الحامي والمحامي في قضاياك: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور). كن على حق مهما كثر أهل الباطل ومهما استضعفوك واستصغروك.
اربط على قلبك عند المصائب
لا تضعف بسبب الهم الطويل، والمصائب المتتابعة، وتذكر جيداً أن أكثر الناس ابتلاءً أحبهم إلى الله، الأنبياء ثم أولياء الله فالصالحون الصالحون.
أنت كفقير أمامك الكثير من الطرق الغير شرعية لكسب المال، وفي المقابل هناك طرق شرعية لكنها شاقة وطويلة، لكن يوماً سيكبر عملك وتجني منه ما تطمح أن تجنيه، وإن ساءت الحياة فالموت جوعاً في أسوء الأحوال خير من لقمة حرام، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : فوالذي نفس محمد بيده , لموت في طاعة خير من حياة في معصيته.
وكذلك عدم النجاح في المدرسة، الصبر عليه والجد والمثابرة خير لك من الغش، صبرك على تأخر الإنجاب خير لك من الذهاب إلى المشعوذين والعرافات لقراءة الطالع، وصبرك على المرض والوفاة خير لك من ضيق الصدر الذي قد يدفعك للتفوه بما لا يرضي الله، واستخضر دوماً قوله تعالى: ” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا“. فما ابتلاك إلا ليؤجرك، فلا تحول رغبته في الأجر إلى سخط.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول بأن آيات قرآنية محفزة على الحياة القرآن هي علاج فعال لكل من يعاني من الاكتئاب. فالقرآن ليس مجرد كتاب فقهي، وليس موجهاً للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن عاصروه، فهو كتاب يخاطب كل من يقرأه، وموجه لك أيضاً، يعبر عما بداخلك ويساعدك في إخراجه ومعالجته، وخير ما يعبر عن ذلك قوله تعالى: (وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).