صحة و جمال

نقص هذه الفيتامينات الثلاث يدمر الأعصاب.. تعرف عليها

مرحباً بكم معكم ” دكتور بيرج “ سنتكلم اليوم عن نقص هذه الفيتامينات الثلاث يدمر الأعصاب، ويصيب بأمراض خطيرة تدمر الأعصاب منها عرق النسا المزمن والتهاب اعصاب اليد ( النفق الرسغي ) وهي الفتيامينات الذي يعد نقصها الأكثر شيوعاً، وراء هذين المرضين. وأمراض أخرى قد يخلف مرض عرق النسا الاماً مبرحه لمن يعاني منه، إذا يكون الالم في مؤخر الساق، واكثر مايكون عند الجلوس أو القيادة. إما متلازمة النفق الرسغي، فقد تعتبر مشكلة كبيرة، وقد يضطر بعض المصابين لعمل جراحة بالرغم لعدم حاجتهم لذلك. لذا اليوم سنتحدث عن ثلاث فيتامينات نقصهم يؤدي إلى هذين المرضين. وسنخبركم بماذا قد يتسبب كل نقص من هذه الفيتامينات وكيفية معالجة النقص بالتغذية.

1- نقص فيتامين B6

إذاً يعتبر نقص هذه الفيتامينات لها علاقة وثيقة بالاعصاب، والجهاز العصبي شاملاً، ولاسيما العصب الوركي، ومتلازمة النفق الرسغي، التي تكون على شكل ألم وخدر في رسغ اليد، والبداية من فيتامين ” B6 ” ويطلق عليه ” بيريدوكسين ”  وهناك صيغ كثيرة لفيتامين B6 بيريدوكسين، هي الصيغة الغير نشطة التي يجب ان تتحول إلى صيغة نشطة ، ويطلق على الصيغة النشطة، بيرودكسال 5 فوسفات ( p5p ) ويحدث التحول في الكبد. 

يجب عليكم إدراك أهمية هذا الفيتامين، للكثير من الامور خاصةً الجهاز المناعي ؟ وذلك لدوره في أكثر من 160 انزيماً مختلفاً، ومسارات انزيمية، لذا يترتب على نقصه مشكلات كثيرة، ولكنني سأركز الان على العصبية منها ؟ يساعد فيتامين B6  على إنتاج غمد الميالين  (النخاعين ) وهي المادة التي تحيط بالاعصاب، وتؤدي خسارتها، إلى توقف عمل الاعصاب، ويتجلى ذلك في أعراض : كالشعور بالحرقان، والخدر والوخز، والالم، إذ ان عمل الاعصاب، يمنع حدوث ذلك.

إن البروتين، الذي يصنع ” النخاعين ” منه، الذي يشكل طبقة عازلة من الدهون، يعتمد على فيتامين B6، يساعد فيتامين B6 في إنتاج النواقل العصبية، وهي إشارات عصبية تنتقل عبر الجهاز العصبي، لذا فهي مختلفة عن الهرمونات التي تنتقل عبر الدم، وأكثر مايساعد فيتامين B6 في إنتاجه ( السيروتونين و الدوبامين ) وتكمن أهميته الكبرى في الحفاظ على سلامة الأعصاب. وخصوصاً الأعصاب الحسية أكثر من الحركية.

هناك نوعان من الاعصاب، فهناك الاعصاب التي تتحكم في حركة العضلات، و الثانية الاعصاب الحسية، التي تعد مسؤولة عن الشعور بالالم وغيره كالشعور بالحرق والخدر ، وجميع ماقد نشعر به، ومن أهمها الالم الناتج عن عرق النسا ، ومتلازمة النفق الرسغي.

وفي فترة مزاولتي لمهنة الطب، كنت ألجأ لإستخدام جهاز قياس سرعة إنتقال الاعصاب الحسية عبر الذراع، ويطلق عليه فحص سرعة توصيل العصب، لفحص الاعصاب الحسية، إلا إنني مع الأسف وقتها لم أكن أدرك اهمية فيتامين B6 – وغيره من الفيتامينات وقتها، واثرها الكبير على الاعصاب.

وخلاصة الأمر، يساعد فيتامين B6 ، على تعزيز سرعة توصيل الأعصاب، وسرعة إنتقال الإشارات العصبية، كما يعد مسؤولاً عن إستقلاب الجهاز العصبي، وقد يؤثر على اعصاب العينين، فقد يؤدي نقصه إلى الإصابة بإلاعتلال العضلي، وقصر في النظر اي صعوبة رؤية الاجسام البعيدة، وقد يكون له دوراً أيضاً في الإصابات بالصرع.

ولكن هناك مسألة غامضه عن هذا الفيتامين، سأخبركم بها ؟  في بعض الحالات عند تناول كميات كبيرة من فيتامين B6، قد يشتكى البعض من نقص فيتامين B6، وهذا أمر غريب، ولكنني سأشرح لكم السبب؟ على مايبدو فإن كلاً من الصيغة النشطة وغير النشطة لهذا الفيتامين، قد تتنافسان مع بعضهما، وهكذا فإن تناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين ، قد يؤدي إلى تثبيط الصيغة النشطة منه وبالتالي نقصه

نقص هذه الفيتامينات الثلاث يدمر الأعصاب.. تعرف عليها
نقص هذه الفيتامينات الثلاث يدمر الأعصاب.. تعرف عليها

ومايترتب على ذلك من مشكلات الاعصاب الحسية. تبلغ الكمية الموصي بها من هذا الفيتامين، حداً ضئيلاً جداً لايتعدى إلا 4 . 1 -1 .2 ملليجرام .عند شراء هذا الفيتامين على شكل مضغوطات، فإنه لايتوفر إلا بكمية 50 أو 100 أو 250 ملليجرام ، وهذه الكمية تفوق الحد االموصي به بألفي ضعف، ونجد أغلب الناس لايميزون بين هاتين الصيغتين لفيتامين B6، ولهذا يتناولون كميات كبيرة من الصيغة الغير نشطة،فيصابون بالتسمم الناتج عن فيتامين B6 ويعانون من مشكلات عصبية، بدون أن يعرفوا السبب.

لذا أنصح من يعانون من نقص فيتامين B6 بتناول الصيغة النشطة، وأن يبتعدوا عن الصيغة الغير نشطة من فيتامين B6، الجدير بالذكر أيضاً إلى أن 36% من إجمالي المكملات التي يتم بيعها، تحوي على الصيغة الغير نشطة لفيتامين B6، وهذا يوقع الكثيرين في فخ تناول المزيد من تلك الصيغة الغير نشطة دون علم ليصابوا بنقص في فيتامين B6.

كيف يحدث نقص فيتامين B6 ؟

بتناول الصيغة الخطأ منه بكميات كبيرة ، وكذلك بإلتهاب الأمعاء، أو الإصابة بإحدى المشكلات المعوية، كحساسية القمح أو داء كرون أو نتيجة إستئصال المرارة، مع التقدم في السن يصعب إمتصاص فيتامين B6

كما أن بعض الأدوية تثبط إمتصاصه، وشرب الكحول، و تناول حبوب منع الحمل أو بعض العيوب الجينية، التي يمكن الكشف عنها بالخضوع إلى التحاليل ، إذا تسبب تلك العيوب ضعفاً في تحويل الصيغة الغير نشطة إلى النشطة، وفي هذه الحالة يمكن تناول كمية كبيرة من الفيتامين بالصيغة النشطة

قد لايكون بمقدرتكم الحصول على هذا الفيتامين من الغذاء فقط، فهذا يعتمد على ما تأكلون، أما ألأطعمة الغنية به فهي البروتين الحيواني ( الأسماك واللحوم ) وغيرها. ويعد الأشخاص النباتيون أكثر عرضه لنقص هذا الفيتامين، إذا لاتتسم صيغته الموجودة في الطعام النباتي كالخضار بالتوافر الحيوي المطلوب لإمتصاصه، وقد يعاني المدخنون ومرضى السكري من نقصه ايضاً، وكذلك كثرة شرب القهوة بما يتعدى أربع أكواب في اليوم قديؤدي لنقص الفيتامين بالجسم .

نقص فيتامين B12

والان سأنتقل إلى ثاني أكثر الفيتامينات أهمية، لتجنب مشكلات الأعصاب، إلا وهو فيتامين B12 وقد يحدث نقصه بشكل غادر، فقد لايكتشف نقصه، إلا بعد فوات الاوان، وحدوث أضرار جسيمة، ولعل أهم مايتعلق به، هو النخاعين أو الغمد الميالين ؟ وهي المادة التي تحيط بالأعصاب، وتسمح بإنتقال السيالات العصبية، ولايمكن إنتاج الميالين ” فيتامين B12 بدون توفر 

يلعب هذا الفيتامين دوراً أساسياً، في تجدد الأعصاب في إنتاج الميالين، وعوامل نمو الأعصاب، ومن هنا تكمن أهميته الكبرى، ولكن بالتأكيد لا أنصح بتناول الصيغة المصطنعة منه ( سيانوكوبالامين ) بل أنصح بتناول الصيغة الطبيعية ( ميثيل كوبالامين )

عملياً تعد أسباب نقص فيتامين B6 هي نفسها أسباب نقص فيتامين B12 ( كشرب الكحول بكثرة – والإصابة بالسكري – الإصابة بسوء الإمتصاص – تناول حبوب منع الحمل – والعيوب الجينية الشائعة جداً ) ورغم ذلك هناك عيوب أخرى أيضاً  كنقص حمض المعدة ، كيف نستدل بنقص حمض المعدة ؟ أحد علاماته الإصابة بإرتجاع المريء أو cerd أو إلتهاب المعدة.

إلا أن السببين الأساسيين وراء نقص فيتامين  b12 هما الإمتناع عن – تناول المنتجات الحيوانية كاللحم الأحمر والكبد، والإعتماد على الأغذية النباتية والحبوب، أما السبب الاخر فهو العيوب الجينية، ويعد نقص فيتامين B12 مشكلة شائعة لدى الكثيرين، ولكن رغم ذلك فهي سهلة الحل وبسيطة لو أدركتم أن الصيغة التي تحتاجون إليها هي ” ميثيل كوبالامين ” ولكن قد يحدث نقصه بسبب تناول حمض الفوليك بكثرة، إذا يسبب ذلك نقصاً خفياً لفيتامين B12.

نقص فيتامين B1 في الجسم

والان سأنتقل للفيتامين الثالث B1 ، عادة مايتجلى نقص فيتامين B1 في الإصابة بإعتلال الأعصاب المحيطية، الذي يرتبط بالسكري أو مقدماته، أو الحالات الشديدة من مقاومة الانسولين، وذلك لدور فيتامين B1 في حرق الكربوهيدرات والسكر

لذا فإن كثرة إستهلاك الكربوهيدرات أو السكر تزيد الحاجة إلى فيتامين B1 لحرقها، وبالتالي نقص فيتامين B1 والاعتلالات العصبية أسفل القدمين وكذلك في اليدين، وغير ذلك من المشكلات والمتلازمات كعرق النسا، وهذا بمثابة عامل تمييز

هل تكثرون من تناول الكربوهيدرات هل تعانون من مقدمات السكري ؟ فعليكم حتماً بتناول فيتامين B1، قد تسبب أمور اخرى في نقص فيتامين B1 كالإكثار من الشاي والقهوة . يعد فيتامين B1 مسؤولاً عن تزويد الجهاز العصبي بحاجته من الدم، لذا فإن نقصه يحرم الجهاز العصبي من الدم والأكسجين، الذي يحتاج إليه وغير ذلك من المشكلات

إما نوع فيتامين B1 الذي أنصح به هو ” البنفوتيامين ” وهو صيغة منحلة في الدهون من B1، يمكن أن تخترق الأعصاب بقوة تفوق غيرها من الصيغ ب 25 مرة وهي مفيدة لإنتاج غمد الميالين، كما يعد فيتامين B1 ، مضاد أكسدة فعال، ويمكن أن يحد من مضاعفات السكري ليس فقط في الاعصاب التي تصل إلى العضلات بل التي تصل إلى العين أيضاً، وغيرها من انسجة القلب والكلى.

أرجو أنكم اصبحتم الان على دراية كاملة بمدى أهمية هذه الفيتامينات على صحتكم ولألم عرق النسا وغيره ، فتناول جميعها سيفيد صحتكم بشكل هائل، يمكن تناول ثلاثتها، أو فقط ماينقصكم ، ويمكنكم إكتشاف ذلك من خلال التحليلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page