منوعات حصرية

قصة السفاح رمضان عبد الرحيم التوربيني : قاتل الأطفال

أكثر السفاحين دموية في مصر، كيف تم التعامل معه؟

 قصة السفاح رمضان عبد الرحيم التوربيني قاتل الأطفال، القاتل المتسلسل، التوربيني السفاح، عصابة مافيا محلية، جرائم قتل واغتصاب، كثيرة هي الجرائم في هذا العصر، وربما كانت كذلك في كل عصر، وإنما أصبحت الآن في متناول الجميع بسبب سرعة انتشار الأخبار، وسهولة الوصول إليها

في هذا المقال سنتناول إحدى هذه الجرائم التي جرت أحداثها في مصر، لتسليط الضوء على خلفيات القضية، ألا وهي قضية، قصة السفاح التوربيني : قاتل الأطفال. فدعونا نتعرف عليه.

قصة السفاح رمضان عبد الرحيم التوربيني : قاتل الأطفال
قصة السفاح رمضان عبد الرحيم التوربيني : قاتل الأطفال

من يكون التوربيني؟ وكيف كانت نشأته؟

من السفاح التوربيني، لقب أطلق على رمضان عبد الرحيم منصور، المولود في طنطا عام 1980، ينتمي الطفل رمضان إلى عائلة فقيرة جداً، مما أجبره على العمل بدلاً من الدراسة لكي يعيل أسرته، فعمل أجيراً لدى إحدى الكفتيريات بمحطة السكك الحديدية، عند شخص يدعى عبده التوربيني.

وهنا نرى كيف رمى القدر بطفل بريئ في أحضان شخص يقدح شراً وخبثاً، فعبده هذا كان يطمع في الأموال القليلة التي يجمعها هذا الصبي، مستغلاً ضعفه وقلة حيلته، إلى أن جاء اليوم الذي قرر فيه رمضان ابن الثانية عشر عاماً أن يتشجع ويطالب عبده بماله، ليسجل التاريخ نقطة البداية لأحلك السنين التي ستعيشها مصر لاحقاً، فعبده على ما يبدو كان يتربص بالطفل، وعندما جاء إليه يطلب نقوده رأى أن الفرصة مناسبة لعمل خبيث ينوي القيام به، إذ طلب من رمضان أن يلحق به إلى أعلى أحد القطارات، وهناك اغتصبه ورمى به من الأعلى، فأصيب رمضان بكسور، وحولت عينه اليمنى.

معركة السفر برلك: ما السبب الخفي لخسارة الدولة العثمانية فيها

من صبي مجد إلى مجرم سفاح

تركت الحادثة التي تعرض لها رمضان أثراً كبيراً في نفسه، وجعلت منه شخصاً مكتئباً انطوائياً، إلى أن اتخذ قراره في الثورة على حياته والانتقام من الموقف الذي تعرضه له، ولكن عن طريق تكرار ما حدث معه على أن يكون هو الجاني، فحزم أمره وغادر طنطا، حيث انضم إلى أحدى عصابات الشوارع، وهناك تلقى دروس الإجرام، خاصة تلك التي ترشده إلى قتل الضحية التي قد تعرضه لخطر المسائلة من قبل الشرطة، ومن ثم شق طريقه في الإجرام مكوناً لنفسه عصابته الخاصة، ليبدأ نشاطه في عام 1999.

أخذ التوربيني يتصيد أطفال الشوارع ممن تتراوح أعمارهم بين 10 وال14 عاماً، فيستدرج الطفل إلى أعلى القطار بحجة اصطحابه في نزهة، وكانت عادة التسطيح منتشرة في مصر لمن لا يريد أن يدفع تذاكر، وعلى سطح القطار يفعل التوربيني فعلته، ولكي يتخلص من آثار جريمته يقوم برمي الطفل من الأعلى ليلقى حتفه تحت عجلات القطارات، وبعضهم ألقاهم في النيل، ومنهم من دفنهم وهم أحياء، وكان التوربيني يمارس جرائمه على سطح قطار التوربيني حصراً وذلك لاحتواءه على زاوية منخفضة تتيح له فعل ذلك، ومن هنا أطلق عليه لقب التوربيني.

photo 2023 09 18 19 05 24
هيكل عظمي لأحد ضحايا التوربيني

وقد استطاع التوربيني أن يمارس جرائمه تلك على مدار سبع سنوات، وفي ثمانية محافظات  تقع على طريق سكة الحديد ما بين القاهرة والإسكندرية،، إلى أن جاء اليوم الذي ألقي فيه القبض على أحد أفراد عصابته ويدعى أحمد سمير عبد المنعم، فاعترف بانتسابه للعصابة، وإليكم تفاصيل ذلك.

عملاق قندهار آكل لحوم البشر.. بين الواقع و الأسطورة

القبض على التوربيني وعصابته والأحكام التي صدرت في حقهم

قصة السفاح التوربيني
قصة السفاح التوربيني

في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2006، عثر في منطقة مترو شبرا الخيمة في القيلوبية على جثة أحد الأطفال، ومن ثم عثر على جثة طفل آخر في الأسكندرية، وقد تزامن ذلك مع العثور على جثة أخرى في طنطا.

لاحظت الشرطة أن الجرائم قد وقعت كلها في ظروف متشابهة لفئة عمرية واحدة، وتوصل رجال المباحث إلى فكرة وجود عصابة تقف وراء تلك الجرائم، وبدأت عملية البحث والتحقيقات، إلى أن وقع أحمد سمير عبد المنعم 18 عاماً في قبضتهم في شبرا الخيمة، والذي أدلى باعترافاته عن التوربيني وعصابته.

تمكنت الشرطة من القبض على التوربيني الذي اعترف بجرائمه دون أن يبدي أي علامات الندم، وبل ووعد رجال المباحث بمساعدتهم في إيجاد الجثث التي لم يستطع تذكر عددها، فهو لم يتذكر سوى 32 ضحية، وأمام اعترافات التوربيني لم يبق أمام رجال المباحث ما يفعلونه، فأحيل إلى محكمة الجنايات في طنطا، والتي أصدرت عام 2007 حكم الإعدام في حقه مع ثلاثة من مساعديه، بينما حكم بالسجن على الخمسة الباقين.

وقد تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في 16 كانون الأول 2010، ليطوي التاريخ الصفحة الأخيرة من حياة أعتى مجرمي مصر، إلا أن ذكرى أفعاله الشنيعة لا زالت تلقى أصداءً حتى اليوم.

موقف الشارع المصري من القضية وأخبار العمل الدرامي الذي سيقام عنه

السفاح التوربيني
السفاح التوربيني

الغريب في الأمر أن الشارع المصري قد تفاعل مع التوربيني بمزيج من العطف والشفقة، ولربما كان ذلك بسبب تصريحات عائلته، فقد أصرت والدته على براءة ابنها، وقالت أنه انطوائي وطيب ويستحيل أن يكون قد اقترف أي جريمة، وأنه اعترف بارتكابه تلك الجرائم دون وعي منه بسبب تخلفه العقلي.

أما شقيقه فقد أدلى بتصريحات مشابهة، فأخاه شخص هادئ ومحبوب لا يؤذي أحداً، و يلقى عطفاً من جميع الجيران بسبب إعاقته الذهنية، بينما خرج محاميه ليقول بأن التوربيني اعترف بما اعترف به تحت التعذيب، وأن الدولة وضعته في رأس المدفع من أجل التغطية على إهمالها في حماية أطفال الشوارع، والقتلى ماهم إلا ضحايا الدولة.

وبعد تنفيذ حكم الإعدام أبدت بعض الجرائد تعاطفها مع التوربيني، وأوردت تصريحات لوالدته ومحامين بعض الضحايا ينفون فيها ارتكاب التوربيني لكل تلك الجرائم التي اعترف بها، وذلك بسبب مرضه العقلي.

واستعرضت جريدة الأهرام موقف الشارع المصري المتعاطف مع التوربيني، فقد سميت بعض المطاعم والسندويشات باسمه، وفي طنطا قام أصحاب البقاليات بتسمية مشاريعهم باسم التوربيني، وأطلق التجار اسمه على أغلى أنواع لحوم الضأن، كما سمى أصحاب بعض التكاسي تذاكرهم  بالتوربيني.

أما عن الجدل القائم حول تقديم أحمد مكي عملاً درامياً يحكي قصة التوربيني، فقد أوضح مصدر مقرب من أحمد مكي بأن هذه الأخبار مجرد إشاعات هدفها الترند لا أكثر.

وهكذا نكون قد اختتمنا مقالنا، قصة السفاح  التوربيني، بعدما أوضحنا نشأته وسبب انحراف سلوكه، وبعد دراسة موضوعية تبين أن رمضان كان ضحية الفقر والجهل الذي أودياه إلى الإصابة بوسواس قهري على أثر تعرضه للإغتصاب، مما دفعه إلى تكرار ما حدث له عن طريق افتعاله بغيره، أما عن إصابته بمرض عقلي كما صرحت أسرته، هنا نطرح السؤال؟ كيف غادر متخلف عقلي منزله دون قيام أهله بالإبلاغ عن اختفاءه؟ ومع ذلك فلا مبرر لجرائمه، ففي إحدى اعترافات أحد أتباعه قال بأنه شاهد التوربيني يتبول في فم أحد ضحاياه، وهذا الفعل لا يأتي عن مختل عقلي بل عن شخص مدرك لما يفعل، وإنما بدافع الحقد على الآخرين والرغبة في أذيتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page