إن حكم الاحتفال بالمولد النبوي هو موضوع يثير الكثير من الجدل والاهتمام في العالم الإسلامي. إذ أنه رغم كون الاحتفال بذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول مناسبة هامة في بعض القرى والمدن الإسلامية، إلا أن هناك تباينًا كبيرًا في آراء عامة الناس والعلماء والفقهاء بشأن حكمه الشرعي فدعنا نتعرف على حكم الاحتفال بالمولد النبوي في هذا المقال.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم الاحتفال بالمولد النبوي هو لا يجوز وهو بدعة، فلم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احتفل به أو أحد من السلف الصالح أو حتى التابعين من بعدهم. فلا يخفى علينا أن الصحابة كانوا من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وأكثرهم اتباعا لسنته ومع ذلك لم يرد ولو أثر واحد يروي احتفال أحدهم بالمولد النبوي الشريف.
فالتساهل مع بدعة الاحتفال بالمولد النبوي قد يؤدي إلى الشرك وتكليف الناس فوق طاقتهم. فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا في خطبته أن: “خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”. فلو أن الاحتفال بمولد النبي سنة من سننه لَرأينا الصديق والفاروق وباقي الصحابة يتنافسون في الاحتفال به.
اقرأ أيضا: أذكار الصباح مكتوبة بشكل صحيح لتحصين المسلم
حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين
يقول ابن عثيمين رحمه الله في الاحتفال بالمولد النبي أنه ليس معروفا ولم يرد أن أحد الصحابة الكرام احتفل به في حياته أو أوصى به وقد ذكر ذلك من خلال قوله: ” إن الاحتفال بالمولد النبوي ليس معروفاً عن السلف الصالح، وما فعله الخلفاء الراشدون، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أئمة المسلمين من بعدهم، وهنا نسأل: هل نحن أشد تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء؟”. ومن خلال ما قاله الشيخ الكريم رحمه الله يتبين لنا أن هذا الاحتفال بدعة.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي
أجمع علماء المالكية أن الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة منكرة ولا يجوز عمله، إذ أنهم يعتبرون أنه طقس غير مشروع. ولعل ما يستدلون به هو أن السلف الصالح لم يثبث عليهم على هذا الاحتفال ولم يقوموا به في زمانهم، وينصحون باتباع سنة السلف وتجنب الابتداعات والبدع في الدين.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة
اتفقت المذاهب الأربعة على أن الاحتفال بالمولد النبوي والمناسبات الشبيهة به، سواء كانت لمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو لشخصيات أخرى مثل علي أو الحسين أو عبد القادر الجيلاني هو بدعة ولا يجوز الاحتفال بها.
إذ يؤكدون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يقم بهذا الاحتفال في حياته ولا فعله الصحابة، وأن الدين الإسلامي يعتمد على السنة النبوية والقرآن الكريم كمصادر أساسية للتوجيه الديني وليس على الهوى.
ختاما، إن حكم الاحتفال بالمولد النبوي هو لا يجوز وهو بدعة محدثة لا يجب التساهل معها. وهذا الحكم جاء بإجماع المذاهب الأربعة بناء على ما جاء عند السلف والخلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم.